وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ـ أكد آية الله السيد مجتبی الحسيني، ممثل قائد الثورة الإسلامية في العراق، خلال كلمته في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في بيت الإمام الخميني (رحمه الله) في النجف الأشرف في اجتماع موظفي الجمهورية الإسلامية في النجف الأشرف، على أهمية وحدة الأمة الإسلامية والمسؤوليات الفردية والاجتماعية للمسلمين في إطار أهداف الثورة الإسلامية. كما تناول تفسيرات الآيات القرآنية المتعلقة بوحدة واختلاف الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى دور الإرادة الإلهية في هذا السياق، بالإضافة إلى المسؤولية العالمية للمسلمين في نشر القيم الإسلامية.
وحدة الأمة الإسلامية: ضرورة تشريعية واختبار إلهي
في سياق حديثه، أشار آية الله السيد مجتبی الحسيني ممثل الإمام الخامنئي دام ظله وعضو مجلس الخبراء في الجمهورية الإسلامية في بيت الإمام الخميني (رحمه الله) في النجف الأشرف في اجتماع موظفي الجمهورية الإسلامية في النجف الأشرف، إلى أن القرآن الكريم يحتوي على نوعين من الآيات حول الأمة الإسلامية. الأول يوضح بجلاء أن بعضًا من الأمة قد يخرجون عن المسار الصحيح ويختارون طريقًا مختلفًا. في المقابل، هناك آيات أخرى تؤكد على ضرورة تحقيق الأمة الواحدة. ومن بين هذه الآيات، ذكر قوله تعالى: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (الأنبياء: 92)، التي تدل على أن الأمة يجب أن تكون واحدة وأن تبتعد عن الفرقة والخلاف.
وأضاف أن هذه الآيات تُظهر أن الوحدة بين المسلمين ليست مجرد رغبة، بل هي أمر إلهي يُتطلب من الأمة السعي لتحقيقه. إلا أن هذا لا يعني أن الله سبحانه وتعالى قد ألغى حرية الإرادة البشرية؛ بل على العكس، اختبر الناس بتركهم في مسار الاختيار، لكي يُظهروا إيمانهم واستعدادهم للمساهمة في تحقيق هذا الهدف الكبير.
كما أكد السيد الحسيني أن الثورة الإسلامية في إيران كانت تجسيدًا حيًا لهذه الإرادة الإلهية، حيث استطاع الشعب الإيراني أن يحقق معجزة تاريخية تُمثل أداة قوية لوحدة الأمة الإسلامية، وذلك من خلال تأسيس نظام سياسي قائم على ولاية الفقيه.
أضاف آية الله السيد مجتبی الحسيني قائلاً: الله سبحانه وتعالى جعل من وحدة الأمة أمرًا واجبًا في بعد التشريع، ولكنه في ذات الوقت خلق الإنسان مختارًا وأتاح له خيار الاختلاف في مسار حياته. وأشار إلى الآية الكريمة: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (هود: 118)، التي تدل على أن إرادة الله في التشريع تقتضي تحقيق الأمة الواحدة، لكن في عالم التكوين، يظل الإنسان مخيرًا في اختيار طريقه، ما يؤدي إلى اختلافات طبيعية ضمن هذه الإرادة الإلهية.
وأوضح ممثل قائد الثورة الإسلامية في العراق أنه بعض الناس ينضمون إلى هذه الشجرة الطيبة، أي الأمة الواحدة، بينما يتخذ آخرون مسارات مختلفة. وأضاف أن القرآن الكريم يعبر عن هذه الاختبارات الإلهية بقوله: لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ (المائدة: 48)، أي أن الله سبحانه وتعالى يختبر عباده فيما منحهم من هداية واختيارات.
وواصل الأستاذ في الحوزة العلمية آية الله الحسيني حديثه بالإشارة إلى أن القرآن الكريم يقدم نوعين من الآيات المتعلقة بالأمة الإسلامية. أحد هذه الآيات يوضح أن الله قد خلق البشر مختارين، وأنه في هذا الاختيار يوجد التنوع والاختلاف. وأكد في هذا السياق على أن الاختلاف ليس نتيجة لقصور الإرادة الإلهية بل هو جزء من اختبار الله للإنسان في هذه الحياة.
استمرار الإرادة الإلهية ووحدة الأمة الإسلامية:
أضاف آية الله السيد مجتبی الحسيني قائلاً: هذه الآية تُظهر بوضوح أن الإرادة الإلهية في مقام التكوين تمنح الإنسان حرية اختيار مساراته المختلفة. بمعنى آخر، الإنسان في عالم التكوين يمتلك الاختيار، وقد خلقهم الله سبحانه وتعالى مختلفين عن بعضهم البعض وفقًا لإرادته. وأكد أن الله خلق البشر بمقدار من الحرية والإرادة التي تجعلهم قادرين على اتخاذ قراراتهم ومساراتهم الحياتية، مما يعكس سعة القدرة الإلهية في تسيير شؤون هذا الكون.
وواصل ممثل مقام قائد الثورة الإسلامية في العراق حديثه قائلاً: أما في الإرادة التشريعية، فإن الله سبحانه وتعالى قد دعا الأمة الإسلامية إلى الوحدة. كما ورد في القرآن الكريم: 'إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ' (الأنبياء: 92)، وهذه الآية تؤكد على أهمية وحدة المسلمين وتظهر أن الله سبحانه وتعالى يريد منهم أن يتجنبوا التفرقة ويعملوا سويًا لتحقيق هذه الوحدة.
وأضاف آية الله الحسيني: وفي النهاية، خلق الله الإنسان حراً ليتحرك في مسارات مختلفة، ويخضع بذلك لاختبار إلهي. كما ورد في القرآن الكريم: 'لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ' (المائدة: 48)، أي أن الله يختبر عباده في ما منحهم من نعم وموارد.
المسؤوليات الفردية والاجتماعية في سياق الجهاد والدعوة إلى الدين
أكد آية الله السيد مجتبي الحسيني، ممثل مقام قائد الثورة الإسلامية في العراق وعضو مجلس خبراء القيادة، في كلمة ألقاها في بيت الإمام الخميني (قده) في النجف الأشرف، على أهمية الجهاد كواجب ديني مشترك، مبينًا أنه ليس قضية بسيطة يمكن تفسيرها من جانب واحد، بل هي حقيقة معقدة ومتعددة الأبعاد كما ورد في القرآن الكريم. وأضاف: الجهاد في الدين الإسلامي هو واجب على جميع المسلمين، ويجب أن يتم بموجب قدرات الأفراد وفهمهم للواقع. وأوضح أن الجهاد لا يقتصر على المشاركين في الجهاد العسكري فقط، بل يشمل جميع الأفراد في مجالاتهم المختلفة مثل العلم، الثقافة، الاجتماع والسياسة، حيث ينبغي على كل مسلم أن يسعى لتحقيق الأهداف الإسلامية وتعزيز القيم الإنسانية.
وأضاف آية الله الحسيني: إن الجهاد هو تكليف شرعي على جميع المسلمين، سواء كانوا رجالًا أو نساءً، سواء كانوا متعلمين أو غير متعلمين، ويجب على الجميع أن يساهموا في تحقيق هذا الجهاد في أي مجال يستطيعون فيه. وأوضح أن الجهاد يمكن أن يتجسد في مجالات مختلفة مثل الإرشاد، النشاطات الاجتماعية، أو العمل على إصلاح أمور البلد، مشيرًا إلى أنه يجب على كل فرد في حدوده أن يسعى لفهم المفاهيم الإسلامية بشكل أفضل ونقلها للآخرين.
كما أشار إلى المشاكل التي تعاني منها المجتمعات المختلفة، مؤكدًا أن أولئك الذين يتحملون المسؤولية، وخاصة المسؤولين والمديرين، هم الأوائل في حل هذه المشاكل. ولكن أضاف قائلاً: كل فرد من أفراد الأمة أيضًا مسؤول، ويجب أن يسهم في حل هذه المشاكل. كما ذكر بعض المشاكل التي تظهر أحيانًا، مثل تخلّي بعض الأفراد عن الواجبات الدينية، موضحًا: يجب ألا يترك الأفراد الصلاة أو غيرها من الواجبات الدينية بسبب عدم الالتزام بمبادئ الدين، لأن ذلك يؤثر على علاقتنا مع الله.
وأكد آية الله الحسيني على أهمية أن يعرف المسلمون أن الإسلام دين شامل يشمل كل جوانب حياة الإنسان الفردية والاجتماعية. وأضاف: الدعوة إلى الإسلام والقيم الإسلامية يجب أن تكون مصحوبة بالصدق والإرشاد والوعي، ويجب أن ندرك أن مسؤولية كل فرد تجاه دينه ومجتمعه هي مسؤولية ثقيلة.
الدعوة إلى الإسلام ومسؤوليات الأمة الإسلامية في مسار الثورة
أكد آية الله السيد مجتبي الحسيني، ممثل مقام قائد الثورة الإسلامية في العراق وعضو مجلس خبراء القيادة، في كلمته التي ألقاها في بيت الإمام الخميني (قده) في النجف الأشرف، على أهمية مسؤوليات الأمة الإسلامية في إطار الثورة الإسلامية والدعوة إلى الإسلام، مشيرًا إلى أن الدعوة إلى الإسلام ليست مجرد تكليف، بل هي مسؤولية مستمرة وكبيرة. وقال: إن مسؤوليتنا كمسلمين تجاه هذا النعمة العظيمة التي جلبتها الثورة الإسلامية هي مسؤولية لا بد من الوفاء بها، وإذا تجاهلنا هذه المسؤولية فقد خاننا الهدف الأساسي للثورة. هذه المسؤولية لا تنتهي أبدًا، لأن الواجب في الدعوة إلى الإسلام، كما جاء في القرآن، يجب أن يتم توسيعه ليشمل العالم كله، ويجب أن يكون كل المسلمون نشطين في هذا المجال.
وأضاف: لقد قدّم الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كقدوة كاملة للبشرية، ومن واجب كل مسلم أن ينقل هذه الرسالة إلى الآخرين بشكل كامل. وقد قامت الثورة الإسلامية في إيران بهدف إحياء المبادئ الإسلامية ونقل رسالتها إلى جميع البشر. هذه الثورة ليست مختصة بإيران فقط، بل يجب أن تُعرَف للعالم أجمع. في هذا السياق، يجب على الجميع أن يعملوا على نشر المفاهيم الإسلامية عالميًا، ولا يجب أن يتوانوا في هذا المجال.
كما أشار آية الله الحسيني إلى أن الثورة الإسلامية في إيران لم تكن ثورة محلية لتغيير النظام فقط، بل هي ثورة عالمية لنشر القيم الإسلامية والإنسانية. وأوضح أن هدف هذه الثورة هو إيصال رسالة الإسلام إلى العالم، وإقامة مجتمع قائم على العدالة والصدق.
وأكد في ختام كلمته: إن مسؤوليتنا هي أن نواصل تنفيذ هذه المسؤولية في سياق هذه الثورة على المستوى العالمي. هذه المسؤولية هي مسؤولية جدية يجب أن نتابعها بكل طاقتنا، من المسؤولين في الدولة إلى عامة الناس.
تعليقك